أسواق المال العالمية تفتح التداولات على تراجعات هائلة تعيد شبح انهيار النظام المالي العالمي إلى الأذهان.البورصات الأوروبية من فرانكفورت ولندن وباريس إلى مدريد وميلانو تشهد منذ صباح الجمعة انخفاضا حادًّا في القيم يتراوح بين 2.5 بالمائة و6 بالمائة. وسُجِّلتْ هذه النسبة الأخيرة في بورصة باريس.
فيما بلغت خسائرُ البورصات الآسيوية ما بين 3 إلى 5 بالمائة، وسُجِّلتْ أكبر التراجعات الآسيوية في بورصة هونغ كونغ بخسارة قاربتْ 5 بالمائة.
الخبير المالي ومدير “تايك غروب” مارتن هينيك :
“في الولايات المتحدة كما في منطقة اليورو، لدينا الآن وضع متشابهٌ في جوهره. هناك أزمة ديون كبيرة في كلا المنطقتين والمسألة لم تعد تقتصر على اليونان والبرتغال بل تجاوزتهما لتطال حاليا دولا كبيرة انطلاقا من إيطاليا. فالأزمة تتفاقم في هذا البلد الذي يصعب إنقاذه بسبب حجمه الكبير. وحتى الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، جميعها لها ديون أصبحت لا تُطاق وهي ذاتها تعاني من مشكلة عجز الميزانية”.
بورصة طوكيو من جهتها تشهد تراجعا بحدود أربعة بالمائة يُعدُّ الأدنى في اليابان منذ مارس/آذار الماضي..
الانخفاض الحاد للقيم في البورصات، الذي انطلق من أسواق المال الأوروبية والأمريكية في ظل أزمة ديون خانقة، يزداد انتشارا وتفاقما على المستوى العالمي بسرعة قد تجعل التحكم فيه أمرا شديد الصعوبة.
ويسبب التطوُّر الخطير خسائر كبيرة لليورو أمام الدولار ويدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع بمستويات قياسية. فيما يتراجع سعر برميل النفط الخام إلى أقل من 86 دولار.
أمام الهلع الذي تثيره هذه التراجعات وعودة شبح انهيار الاقتصاد العالمي، الصين تدعو إلى ضرورة تنسيق الجهود دوليا لمواجهة المخاطر الناتجة عن أزمة الديون الأمريكية والأوروبية وتطالب واشنطن بانتهاج سياسة نقدية “مسؤولة”.
Copyright © 2011 euronews