لقيت أبا العلاء في حديقة التجليات، فاغتنمت الفرصة لأعرف رأيه في facebook وTwitter وGoogle ، فردّ عليّ ببيت له غيّر فيه مفردة واحدة . فحمدت الله على أن رأيه كرأيي .
أظن أن أهمّ إنجاز يسجّل للولايات المتحدة في التاريخ هو شبكة العنكبوت . وقد أرادت وزارة الدفاع، قبل نصف قرن، إنشاء شبكة اتصالات متعددة المراكز، تحفظ القدرة على الاتصال في حال هجوم نوويّ سوفييتي . وقد أطلقتُ على الشبكة، قبل قرابة عقدين، اسم “شيوعيّة المعلومات” . ففي إمكان الفقير اليوم تحميل مئات الألوف من الكتب والموسوعات، وروائع الموسيقا والبرمجيّات العلميّة، وبرامج تعليم اللغات، وعشرات الألوف من أعمال الفنون التشكيلية، مجّاناً . ولو كانت حقيقيّة لعجز حتى كبار الأثرياء في العالم عن اقتنائها . فهذه نعمة لم يحلم بها أحد في تاريخ البشرية .
حسناً، لكن الولايات المتحدة لا تفعل ذلك لسواد عينيك . لقد كان الهدف من إنشاء الشبكة عسكريّاً، وظل استراتيجيّاً . هي لم تُغمد السيف . لم تحوّله إلى سكين لتقطيع البقدونس وتقشير البرتقال .
عندما أراد Google وضع خمسة عشر مليون كتاب في متناول الجميع، ثارت ثائرة الفرنسيين . قالوا: آه، إن واشنطن تريد السيطرة على العالم من خلال معرفة توجّهات الناس في قراءاتهم المفضلة . ومن ثم تصنيفهم . والباقي معلوم .
تلك مسألة يسيرة، إذا قيست على مواقع facebook وTwitter والبريد الإلكتروني . فالقراءة الاستخباريّة هنا ثعلبيّة بامتياز: من أنت؟ من هم أصدقاؤك؟ ماذا ترسل وماذا تتلقى وما هي اهتماماتك من خلال قراءاتك والمواقع التي تتردد عليها؟ “شغلة ملف” أوسع نطاقاً بكثير من معلومات الأحوال الشخصيّة . هذا الشخص قادر على التأثير، يمكن أن يكون له شأن . وبالتالي فهو ديك، إن لم يصلح للذبح في العرس، ففي المأتم . أبسط توضيح: رأينا كيف استخدمت واشنطن facebook وTwitter وGoogle إزاء إيران في مسألة مير حسين موسوي . وهي تقدم برمجيّات لكسر أقفال الرقابة على المواقع . ولا تهتم للتناقض حين تطالب بإغلاق الفضائيات التي لا تروقها .
الغريب هو أن الأمّة العربية تستخدم الشبكة العنكبوتية كما لو كانت لعبة مسلية . في حين تجعل منها القوى الكبرى دبّابات وصواريخ وقاذفات عملاقة بلا طيّار .
قلت لأبي العلاء: ما رأيك في هذه المواقع، فهي تسحر الناس بمفاتنها، فينقادون إليها يحسبونها جمعيّات خيريّة؟ قال: ضع “المواقع” بدلاً من “المذاهب” في بيتي . قلت: صدقت: إنما هذه المواقع أسبابٌ لجلب الدنيا إلى الرؤساءِ .
أظن أن أهمّ إنجاز يسجّل للولايات المتحدة في التاريخ هو شبكة العنكبوت . وقد أرادت وزارة الدفاع، قبل نصف قرن، إنشاء شبكة اتصالات متعددة المراكز، تحفظ القدرة على الاتصال في حال هجوم نوويّ سوفييتي . وقد أطلقتُ على الشبكة، قبل قرابة عقدين، اسم “شيوعيّة المعلومات” . ففي إمكان الفقير اليوم تحميل مئات الألوف من الكتب والموسوعات، وروائع الموسيقا والبرمجيّات العلميّة، وبرامج تعليم اللغات، وعشرات الألوف من أعمال الفنون التشكيلية، مجّاناً . ولو كانت حقيقيّة لعجز حتى كبار الأثرياء في العالم عن اقتنائها . فهذه نعمة لم يحلم بها أحد في تاريخ البشرية .
حسناً، لكن الولايات المتحدة لا تفعل ذلك لسواد عينيك . لقد كان الهدف من إنشاء الشبكة عسكريّاً، وظل استراتيجيّاً . هي لم تُغمد السيف . لم تحوّله إلى سكين لتقطيع البقدونس وتقشير البرتقال .
عندما أراد Google وضع خمسة عشر مليون كتاب في متناول الجميع، ثارت ثائرة الفرنسيين . قالوا: آه، إن واشنطن تريد السيطرة على العالم من خلال معرفة توجّهات الناس في قراءاتهم المفضلة . ومن ثم تصنيفهم . والباقي معلوم .
تلك مسألة يسيرة، إذا قيست على مواقع facebook وTwitter والبريد الإلكتروني . فالقراءة الاستخباريّة هنا ثعلبيّة بامتياز: من أنت؟ من هم أصدقاؤك؟ ماذا ترسل وماذا تتلقى وما هي اهتماماتك من خلال قراءاتك والمواقع التي تتردد عليها؟ “شغلة ملف” أوسع نطاقاً بكثير من معلومات الأحوال الشخصيّة . هذا الشخص قادر على التأثير، يمكن أن يكون له شأن . وبالتالي فهو ديك، إن لم يصلح للذبح في العرس، ففي المأتم . أبسط توضيح: رأينا كيف استخدمت واشنطن facebook وTwitter وGoogle إزاء إيران في مسألة مير حسين موسوي . وهي تقدم برمجيّات لكسر أقفال الرقابة على المواقع . ولا تهتم للتناقض حين تطالب بإغلاق الفضائيات التي لا تروقها .
الغريب هو أن الأمّة العربية تستخدم الشبكة العنكبوتية كما لو كانت لعبة مسلية . في حين تجعل منها القوى الكبرى دبّابات وصواريخ وقاذفات عملاقة بلا طيّار .
قلت لأبي العلاء: ما رأيك في هذه المواقع، فهي تسحر الناس بمفاتنها، فينقادون إليها يحسبونها جمعيّات خيريّة؟ قال: ضع “المواقع” بدلاً من “المذاهب” في بيتي . قلت: صدقت: إنما هذه المواقع أسبابٌ لجلب الدنيا إلى الرؤساءِ .
عبداللطيف الزبيدي
source : http://www.uaeec.com