الاشتراكية








الاشتراكية نظام اجتماعي يتميز بالملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج وبإلغاء استغلال الإنسان من قبل الإنسان وتلبية الحاجات المتنامية كباعث أساسي على قاعدة قوى منتجة متطورة جداً.
دخلت الاشتراكية عالم الواقع بعد ثورة أكتوبر، الثورة الاجتماعية الأكثر حسماً في تاريخ الإنسانية. وبصفتها تشكيلة اقتصادية واجتماعية، تركز الاشتراكية على نمط الإنتاج الاشتراكي الذي يشكل نمطاً أرقى لإنتاج الحياة المادية.
وبشكل رئيسي تتميز الاشتراكية بعلاقات إنتاج جديدة قائمة على التعاون بين جميع المنتجين. وقد أصبح ذلك ممكناً وضروريا بعد أن أصبحت وسائل الإنتاج والتبادل الرئيسية ملكية اجتماعية، تحت أشكال مختلفة (شكل ملكية المجتمع بأسره، شكل الملكية التعاونية).
وبإحلال الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج يزول العمل المأجور أي استغلال العامل من قبل الرأسماليين. وتحل مكان الطبقتين الأساسيتين المتعارضتين، طبقات صديقة تعمل للهدف نفسه: تلبية الحاجات المادية والثقافية المتنامية للمجتمع.
ويقوم التوزيع على أساس كمية العمل المنجز ونوعيته: "من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله". ويتحدد التوزيع بشكل يشجع تأهيل كل فرد.
والنظام الاشتراكي بإنهائه لفوضى الإنتاج الذي يميز الرأسمالية، يفترض تحكماً كبيراً في الاقتصاد الذي يتطور بعد ذلك انطلاقا من خطط عقلانية طويلة الأمد.
وللاشتراكية كسائر الأنظمة الاجتماعية قوانين سيرها وتطورها بما فيها قانونها الأساسي.
وفي الواقع ليست الاشتراكية سوى إحدى مرحلتين وهي المرحلة الدنيا من التشكيلة الشيوعية. وقد حلل ماركس هذه المسائل في نقده الشهير لبرنامج غوتا. وقد كان لهذه الدراسة تفسيرات مختلفة. فبالنسبة للبعض. تفترض الاشتراكية منذئذ إحلال المجتمع غير الطبقي وإلغاء النقود وإحلال المبادلة المباشرة للمنتجات وإنهاء الإنتاج السلعي. وبالنسبة لآخرين يمكن الحديث عن اشتراكية فعلية منذ انتصار أشكال الاقتصاد الاشتراكية ومنذ الغلبة النهائية لقوانين السير والتطور الاشتراكية.
وكسائر الأنظمة الاجتماعية. ظهرت الاشتراكية تحت أشكال ملموسة متنوعة معبرة عن الخصوصيات القومية. كما أن الاشتراكية تشهد تناقضات لكنها ليست ذات طابع تناحري. وتعطي الاشتراكية (وهي المرحلة الأولى من الشيوعي) الشكل الأرقى للتنظيم الإنساني. وهي يجب ان تقود الى الشيوعية التي لا يفصلها عنها حائط الصين.
وهكذا تدشن الاشتراكية تاريخ البشرية الواعي الحقيقي. وانتهاء فترة ما قبل التاريخ المأساوية بانتهاء الرأسمالية.
لكن بناء الاشتراكية ابعد ما يكون عن النزهة السهلة. انه عمل معقد جدا وغالبا ما يكون مؤلما خاصة بفعل الحصار الرأسمالي.

جميع الحقوق محفوظة لمدونة مدونة MAHFOD87 2013